هل الحيوانات الأليفة قادرة على التعاطف؟
الرعاية والصيانة

هل الحيوانات الأليفة قادرة على التعاطف؟

هل تعتقد أن كلبك يمكن أن يشعر بمعاناة حيوان آخر؟ هل تفهم القطة عندما تشعر بالسوء؟ هل تحاول مساعدتك؟ هل الحيوانات قادرة، مثل البشر، على التعاطف والتعاطف والتعاطف؟ دعونا نتحدث عن ذلك في مقالتنا.

في القرن السادس عشر، كانت الحيوانات مساوية للآلات. كان يعتقد أن الشخص وحده هو الذي يمكنه التفكير وتجربة الألم. والحيوانات لا تفكر ولا تشعر ولا تتعاطف ولا تعاني. قال رينيه ديكارت إن آهات الحيوانات وصراخها ما هي إلا اهتزازات في الهواء لا ينتبه إليها الإنسان الذكي. وكانت القسوة على الحيوانات هي القاعدة.

اليوم، نتذكر تلك الأوقات برعب ونعانق كلبنا الحبيب بقوة أكبر... من الجيد أن يتطور العلم بسرعة ويكسر الأنماط القديمة.

على مدى القرون الماضية، تم إجراء العديد من الدراسات العلمية الجادة التي غيرت بشكل جذري الطريقة التي ينظر بها الإنسان إلى الحيوانات. الآن نحن نعلم أن الحيوانات أيضًا تشعر بالألم، وتعاني أيضًا، وتتعاطف مع بعضها البعض، حتى لو لم تفعل ذلك تمامًا كما نفعل.

هل الحيوانات الأليفة قادرة على التعاطف؟

هل يفهمك حيوانك الأليف؟ اطرح هذا السؤال على أي مالك محب لقطة أو كلب أو نمس أو ببغاء - وسوف يجيب دون تردد: "بالطبع!".

وحقيقة. عندما تعيش مع حيوان أليف جنبًا إلى جنب لعدة سنوات، تجد لغة مشتركة معه، وتتعلم عاداته. نعم، والحيوان الأليف نفسه يستجيب بحساسية لسلوك ومزاج المالك. عندما تكون المضيفة مريضة، تأتي القطة لعلاجها بالخرخرة وتستلقي على المكان المؤلم! إذا بكى المالك، فإن الكلب لا يركض إليه بلعبة جاهزة، بل يضع رأسه على ركبتيه ويريحه بنظرة مخلصة. وكيف يمكن للمرء أن يشكك في قدرتهم على التعاطف؟

التفاهم المتبادل مع حيوان أليف أمر رائع. لكن لا ترتكب هذا الخطأ الشائع. يميل معظمنا إلى إبراز عواطفنا ومشاعرنا على حيواناتنا الأليفة. إنهم أفراد عائلة بالنسبة لنا، ونؤنسهم، في انتظار رد الفعل «الإنساني» على الأحداث المختلفة. لسوء الحظ، فإنه يعمل في بعض الأحيان على حساب الحيوانات الأليفة. على سبيل المثال، إذا اعتقد المالك أن القطة فعلت أشياء في نعليه "حقدا"، فيلجأ إلى العقاب. أو عندما لا يرغب الكلب في تعقيمه حتى لا يفقد "متعة الأمومة".

لسوء الحظ أو لحسن الحظ، ترى الحيوانات العالم بشكل مختلف عما نراه. لديهم نظامهم الخاص لتصور العالم، وميزاتهم الخاصة في التفكير، ومخططات رد الفعل الخاصة بهم. لكن هذا لا يعني أنهم لا يشعرون ولا يختبرون. إنهم يفعلون ذلك بطريقة مختلفة، وعلينا أن نتعلم كيف نقبل ذلك.

هل الحيوانات الأليفة قادرة على التعاطف؟

تذكرون قانون الغابة؟ كل رجل لنفسه! الأقوى يفوز! إذا رأيت خطرا، اهرب!

ماذا لو كان كل هذا هراء؟ ماذا لو لم تكن الأنانية هي التي تساعد الحيوانات على البقاء والتطور، بل التعاطف مع بعضها البعض؟ التعاطف، المساعدة، العمل الجماعي؟

  • 2011. يجري المركز الطبي بجامعة شيكاغو دراسة أخرى عن الخصائص السلوكية للفئران. يتم وضع فأرين في صندوق واحد، لكن أحدهما يستطيع التحرك بحرية، بينما الآخر مثبت في الأنبوب ولا يستطيع التحرك. لا يتصرف الفأر "الحر" كالمعتاد، ولكن من الواضح أنه تحت الضغط: يندفع حول القفص، ويركض باستمرار نحو الفأر المقفل. وبعد مرور بعض الوقت، ينتقل الفأر من حالة الذعر إلى العمل ويحاول تحرير "رفيقه في الزنزانة". تنتهي التجربة بنجاحها بعد عدة محاولات دؤوبة.
  • في البرية، في زوج من الفيلة، يرفض أحدهما المضي قدمًا إذا لم يتمكن الآخر من التحرك أو يموت. يقف فيل سليم بجانب شريكه البائس، ويضربه بجذعه، ويحاول مساعدته على النهوض. تعاطف؟ هناك رأي آخر. يعتقد بعض الباحثين أن هذا مثال على العلاقة بين القائد والتابع. إذا مات القائد، فإن التابع ببساطة لا يعرف إلى أين يتجه، والنقطة ليست التعاطف على الإطلاق. ولكن كيف نفسر هذا الوضع؟ في عام 2012، توفيت الفيلة الصغيرة لولا البالغة من العمر 3 أشهر على طاولة العمليات في حديقة حيوان ميونيخ. أحضر حراس الحديقة الطفلة إلى عائلتها حتى يتمكنوا من توديعها. جاء كل فيل إلى لولا ولمسها بخرطومه. قامت الأم بمداعبة الطفل لفترة أطول. تتكشف مثل هذه السيناريوهات بانتظام في البرية. أظهر العمل البحثي الضخم الذي أجراه علماء بريطانيون في عام 2005 مرة أخرى أن الأفيال، مثل البشر، تشعر بالحزن وتحزن على الموتى.
  • وفي النمسا، أجريت دراسة أخرى مثيرة للاهتمام في معهد ميسيرلي للأبحاث تحت إشراف ستانلي كورين، وهذه المرة على الكلاب. شملت الدراسة 16 زوجًا من الكلاب من سلالات وأعمار مختلفة. وبمساعدة المعدات الحديثة، تم نقل إشارات الإنذار لهذه الكلاب من ثلاثة مصادر: أصوات الكلاب الحية، ونفس الأصوات في التسجيلات الصوتية، والإشارات التي يتم تصنيعها بواسطة الكمبيوتر. أظهرت جميع الكلاب نفس رد الفعل: تجاهلوا تمامًا إشارات الكمبيوتر، لكنهم أصبحوا قلقين عندما سمعوا الإشارات من المصدر الأول والثاني. كانت الكلاب تركض بلا هوادة في أرجاء الغرفة، وتلعق شفاهها، وتنحني على الأرض. سجلت أجهزة الاستشعار إجهادًا شديدًا لدى كل كلب. ومن المثير للاهتمام أنه عندما توقف إرسال الإشارات وهدأت الكلاب، بدأت في "تشجيع" بعضها البعض: هزوا ذيولهم، وفركوا كمامات بعضهم البعض، ولعقوا بعضهم البعض، وشاركوا في اللعبة. . ما هذا إن لم يكن التعاطف؟

كما تمت دراسة قدرة الكلاب على التعاطف في المملكة المتحدة. أجرى باحثو جولدسميث كوستانس وماير مثل هذه التجربة. لقد جمعوا كلابًا غير مدربة (معظمهم من المستيزو) وقاموا بتمثيل عدة مواقف تتعلق بأصحاب هذه الكلاب والغرباء. أثناء الدراسة تحدث صاحب الكلب والغريب بهدوء أو تشاجرا أو بدأا في البكاء. كيف تعتقد أن الكلاب تصرفت؟

إذا كان كلا الشخصين يتحدثان أو يتجادلان بهدوء، فإن معظم الكلاب تأتي إلى أصحابها وتجلس عند أقدامهم. ولكن إذا بدأ الغريب في البكاء، ركض الكلب إليه على الفور. ثم ترك الكلب سيده وذهب إلى شخص غريب يراه لأول مرة في حياته ليحاول مواساته. وهذا ما يسمى "أصدقاء الإنسان" ...

هل الحيوانات الأليفة قادرة على التعاطف؟

هل تريد المزيد من حالات التعاطف في البرية؟ يقوم إنسان الغاب ببناء "جسور" بين الأشجار من أجل الأشبال ورجال القبائل الضعفاء الذين لا يستطيعون القيام بقفزة طويلة. نحلة يضحي بحياته لحماية مستعمرته. تشير طيور الدج إلى القطيع حول اقتراب طائر جارح، وبالتالي تكشف عن نفسها. تقوم الدلافين بدفع جرحاها نحو الماء حتى تتمكن من التنفس، بدلاً من تركهم لمصيرهم. حسنًا، هل مازلت تعتقد أن التعاطف هو أمر إنساني فقط؟

لدى علماء الأحياء نظرية مفادها أن الإيثار في البرية هو إحدى أدوات التطور. الحيوانات التي تشعر وتفهم بعضها البعض، وقادرة على التجمع ومساعدة بعضها البعض، توفر البقاء ليس للأفراد، ولكن للمجموعة.

يستخدم العلماء أساليب مختلفة لفهم القدرات العقلية للحيوانات ورؤيتهم للعالم من حولهم ولأنفسهم. القضية الأساسية في هذا الموضوع هي الوعي الذاتي. هل تفهم الحيوانات حدود جسدها، هل تدرك نفسها؟ للإجابة على هذا السؤال، قام عالم نفس الحيوان جوردون غالوب بتطوير "اختبار المرآة". جوهرها بسيط جدا. تم وضع علامة غير عادية على الحيوان، ثم تم إحضارها إلى المرآة. كان الهدف هو معرفة ما إذا كان الموضوع سوف ينتبه إلى تفكيره الخاص؟ هل سيفهم ما الذي تغير؟ هل سيحاول إزالة العلامة ليعود لمظهره المعتاد؟

وقد أجريت هذه الدراسة لعدة سنوات. نحن نعلم اليوم أن الناس لا يتعرفون على أنفسهم في المرآة فحسب، بل أيضًا الأفيال والدلافين والغوريلا والشمبانزي، وحتى بعض الطيور. لكن القطط والكلاب والحيوانات الأخرى لم تتعرف على نفسها. لكن هل هذا يعني أنهم ليس لديهم وعي ذاتي؟ ربما يحتاج البحث إلى نهج مختلف؟

حقًا. تم إجراء تجربة مشابهة لـ "المرآة" على الكلاب. ولكن بدلا من المرآة، استخدم العلماء الجرار مع البول. تم السماح للكلب بالدخول إلى غرفة حيث تم جمع العديد من "العينات" من كلاب مختلفة وكلب الاختبار. استنشق الكلب لفترة طويلة كل جرة من بول شخص آخر، وبقي في مكانه لمدة ثانية وركض. وتبين أن الكلاب تدرك نفسها أيضًا، ولكن ليس من خلال صورة مرئية في مرآة أو في صورة، ولكن من خلال الروائح.

إذا كنا اليوم لا نعرف شيئًا ما، فهذا لا يعني أنه غير موجود. العديد من الآليات لم تتم دراستها بعد. نحن لا نفهم الكثير، ليس فقط في علم وظائف الأعضاء وسلوك الحيوانات، ولكن أيضًا في سلوكنا. لا يزال أمام العلم طريق طويل وخطير، ولا يزال يتعين علينا تكوين ثقافة التعامل مع سكان الأرض الآخرين، وتعلم كيفية العيش بسلام معهم وعدم التقليل من قيمة عواطفهم. قريبا سيكون هناك علماء جدد سيقومون بإجراء دراسات أكبر، وسوف نعرف المزيد عن سكان كوكبنا.

هل الحيوانات الأليفة قادرة على التعاطف؟

فكر فقط: القطط والكلاب تعيش جنبًا إلى جنب مع البشر منذ آلاف السنين. نعم، إنهم يرون العالم بعيون مختلفة. لا يمكنهم أن يضعوا أنفسهم مكاننا. إنهم لا يعرفون كيف يفهمون أوامرنا أو معنى الكلمات دون تعليم وتدريب. لنكن صادقين، من غير المرجح أيضًا أن يقرأوا الأفكار... ومع ذلك، فإن هذا لا يمنعهم من الشعور بنا بمهارة، 5 أيام في الأسبوع، 24 ساعة في اليوم. الآن الأمر متروك لنا!

اترك تعليق